في ثمانين ألفا أو يزيدون. قال: وتبادرت الفرس فأخذوا السلاح.
ذكر وقعة الجسر وهي أول وقعة للمسلمين مع الفرس.
قال: فكان أول من تقدم إلى حرب الفرس سليط بن قيس الأنصاري، ثم حمل يقاتل حتى أثخن بالجراحات، ثم رجع إلى موقفه. قال: وتقدمت قبيلة من الفرس ومعهم فيل لهم يقال له الأصم على ظهره قبة ديباج، فيها قائد من قواد كسرى يقال له شهريار وهو أخو رستم.
قال: فلما نظرت خيل المسلمين إلى ذلك الفيل كأنها فزعت منه، ونظر أبو عبيد إلى ذلك الفيل فتهيأ للحملة عليه ثم قال لأصحابه: ويحكم! ما هذه الدابة؟
فقيل له: أيها الأمير! هذا الفيل، قال: قد علمت أنه الفيل ولكن هل له من مقتل؟
فقيل: نعم أيها الأمير! إذا قطع خرطومه مات. قال: فقال سليط بن قيس: أيها الأمير! ما تريد أن تصنع؟ قال: أريد أن أحمل على هذا الفيل حملة وأضرب خرطومه بسفي فأقتله إن شاء الله تعالى! قال سليط: أيها الأمير! دع عنك هذا الفيل، فلك في غيره سعة، فقال أبو عبيد: ما أريد سواه ولا أقصد غيره، ثم قال أبو عبيد: اقرأ على قبر محمد صلى الله عليه وسلم مني السلام، ثم قال: يا معشر المسلمين!
انظروا إن أنا قتلت فأميركم من بعدي وهب ابني، فإن أصيب فابني مالك، فإن أصيب فابني جبر، فإن أصيب فسليط بن قيس، فإن أصيب فأبو محجن الثقفي، فإن أصيب فالمثنى بن حارثة، فإن أصيب فأمر بعضكم إلى بعض.
ثم تقدم راجلا بسيفه نحو الفيل ثم حمل على الفيل فضرب خرطومه ضربة فقطعه وذهب ليولي إلى عسكره فعثر على وجهه ووقع عليه الفيل فحطمه - رحمة الله عليه -!