إذ قال: أنفى لك عان راغم * مهم تجشمني فإني جاشم (1) البراء بغى لا الخال، ليس مهجر كمن قال.
قال ابن هشام: ويقال: البراء بقى لا الخال، ليس مهجر كمن قال. قال:
وقوله " مستقبل الكعبة " عن بعض أهل العلم.
قال ابن إسحاق: وقال زيد بن عمرو بن نفيل:
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرا ثقالا دحاها فلما رآها استوت * على الماء أرسى عليها الجبالا وأسلمت وجهي لمن أسلمت * له المزن تحمل عذبا زلالا إذا هي سيقت إلى بلدة * أطاعت فصبت عليها سجالا وكان الخطاب قد آذى زيدا حتى أخرجه إلى أعلى مكة، فنزل حراء مقابل مكة، ووكل به الخطاب شبابا من شباب قريش وسفهاء من سفهائهم، فقال لهم: لا تتركوه يدخل مكة، فكان لا يدخلها إلا سرا منهم، فإذا علموا بذلك آذنوا به الخطاب فأخرجوه وآذوه كراهية أن يفسد عليهم دينهم، وأن يتابعه أحد منهم على فراقه. فقال وهو يعظم حرمته على من استحل منه ما استحل من قومه:
لأهم إني محرم لا حله * وإن بيتي أوسط المحلة عند الصفا ليس بذي مضلة ثم خرج يطلب دين إبراهيم عليه السلام، ويسأل الرهبان والأحبار، حتى بلغ الموصل والجزيرة كلها، ثم أقبل فجال الشام كله، حتى انتهى إلى راهب بميفعة من أرض البلقاء كان ينتهى إليه علم أهل النصرانية فيما يزعمون، فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم، فقال: إنك لتطلب دينا ما أنت بواجد من يحملك عليه اليوم، ولكن قد أظل زمان نبي يخرج من بلادك