ذكر ملك الفرنج حصن أفامية في هذه السنة ملك الفرنج حصن أفامية من بلد الشام.
وسبب ذلك: أن خلف بن ملاعب الكلابي كان متغلبا على حمص وكان الضرر به عظيما ورجاله يقطعون الطريق فكثر الحرامية عنده فأخذها منه تتش بن ألب أرسلان وأبعده عنها فتقلبت به الأحوال إلى أن دخل إلى مصر فلم يلتفت إليه من بها فأقام بها.
واتفق أن المتولي لأفامية من جهة الملك رضوان أرسل إلى صاحب مصر وكان يميل إلى مذهبهم يستدعي منهم من يسلم إليه الحصن وهو من أمنع الحصون وطلب ابن ملاعب منهم أن يكون هو المقيم به وقال إنني أرغب في قتال الفرنج وأؤثر الجهاد فسلموه إليه وأخذوا رهائنه فلما ملكه خلع طاعتهم ولم يرع حقهم فأرسلوا إليه يتهددونه بما يفعلونه بولده الذي عندهم فأعاد الجواب أنني لا أنزل من مكاني وابعثوا إلي ببعض أعضاء ولدي حتى آكله فأيسوا من رجوعه إلى الطاعة وأقام بأفامية يخيف السبيل ويقطع الطريق واجتمع عنده كثير من المفسدين فكثرت أمواله.
ثم إن الفرنج ملكوا سرمين وهي من أعمال حلب وأهله غلاة في التشيع فلما ملكه الفرنج تفرق أهله فتوجه القاضي الذي به إلى ابن ملاعب وأقام عنده فأكرمه وأحبه ووثق به فأعمل القاضي الحيلة عليه وكتب