فلما سمع إيلغازي ذلك شرع في جمع التركماني وورد صدقة بغداد فنزل مقابل التاج وقبل الأرض ونزل في مخيمه بالجانب الغربي ففارق إيلغازي بغداد إلى يعقوبا وأرسل إلى صدقة يعتذر من طاعته لبركيارق بالصلح الواقع وأن إقطاعه حلوان وغيرها في جملة بلاده وأن بغداد التي هو شحنة فيها قد صارت له فذلك الذي أدخله في طاعته فرضي عنه صدقة وعاد إلى الحلة.
وفي ذي القعدة سيرت الخلع من الخليفة للسلطان بركيارق وللأمير أياز ولوزير بركيارق وهو الخطير العهد بالسلطنة وحلفوا جميعهم للخليفة وعادوا.
ذكر ملك الفرنج جبيل وعكا من الشام في هذه السنة وصلت مراكب من بلاد الفرنج إلى مدينة لاذقية فيها التجار والأجناد والحجاج وغير ذلك واستعان بهم صنجيل الفرنجي على حصار طرابلس فحصروها معه برا وبحرا وضايقوها وقاتلوها إماما فلم يروا فيها مطمعا فرحلوا عنها إلى مدينة جبيل فحصروها وقاتلوا عليها قتالا شديدا فلما رأى أهلها عجزهم عن الفرنج أخذوا أمانا وسلموا إليهم فلم تف الفرنج لهم بالأمان وأخذوا أموالهم واستنقذوها بالعقوبات وأنواع العذاب.