أهلها كانوا يقطعون الطريق ويأخذون التجار فحصرها وضيق على من فيها فدخلا تحت [طاعته]، والتزموا ترك الفساد وضمنوا إصلاح الطريق وكف عنهم ذلك وصلح أمر البحر وأمن المسافرون.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة في رجب قدم السلطان محمد بغداد ووصل إليه أتابك طغتكين صاحب دمشق في ذي القعدة وسأل الرضا عنه فرضي عنه السلطان وخلع عليه ورده إلى دمشق.
وفيها أمر الإمام المستظهر بالله ببيع البدرية وهي منسوبة إلى بدر غلام المعتضد بالله وكانت من أحسن دور الخلفاء وكان ينزلها الراضي بالله ثم تهدمت وصارت تلا، فأمر القادر بالله أن يسور لأنها مع الدار الأمامية ففعل ذلك فلما كان الآن أمر ببيعها وعمرها الناس.
وفيها في شعبان وقعت الفتنة بين العامة وسببها أن الناس لما عادوا من زيارة مصعب اختصموا على من يدخل أولا فاقتتلوا وقتل بينهم جماعة وعادت الفتن بين أهل المحال كما كانت ثم سكنت.
وفيها أقطع السلطان محمد الموصل وما كان بيد آقسنقر البرسقي للأمير جيوش بك وير ولده الملك مسعود وأقام البرسقي بالرحبة وهي أقطاعه