485 ثم دخلت سنة خمس وثمانين وأربعمائة ذكر الحب بين المسلمين والفرنج بجيان في هذه السنة جمع أذفونش عساكره وجموعه وغزا بلاد جيان من الأندلس فلقيه المسلمون وقاتلوه واشتد الحرب فكانت الهزيمة أولا على المسلمين ثم إن الله تعالى رد لهم الكرة على الفرنج فهزموهم وأكثروا القتل فيهم ولم ينج إلا الأذفونش في نفر يسير وكانت هذه الوقعة من أشهر الوقائع بعد الزلاقة وأكثر الشعراء ذكرها أشعارهم.
ذكر استيلاء تتش على حمص وغيرها من ساحل الشام لما كان السلطان ببغداد قدم إليه أخوه تاج الدولة تتش من دمشق وقسيم الدولة آقسنقر من حلب وبوزان من الرهاء لما أذن لهم السلطان في لعود إلى بلادهم أمر قسيم الدولة وبوزان أن يسيرا مع عساكرهما في خدمة أخيه تاج الدولة حتى يستولي على ما لخليفة المستنصر العلوي بساحل الشام من البلاد ويسير وهم معه إلى مصر ليملكها.
فساروا أجمعون إلى الشام ونزل على حمص وبها ابن الملاعب صاحبها،