ثم دخلت سنة سبع وتسعين وأربعمائة ذكر ملك بلك بن بهرام بن أرتق مدينة عانة في هذه السنة في المحرم استولى بلك بن بهرام بن أرتق وهو ابن أخي إيلغازي بن أرتق على مدينة عانة والحديثة وكان له مدينة سروج فأخذها الفرنج منه وسار عنها إلى عانة وأخذها من بني يعيش بن عيسى بن خلاط فقصد بنو يعيش سيف الدولة صدقة بن مزيد ومعهم مشايخهم فسألوه الإصعاد إليها وأن يتسلمها منهم ففعل وأصعد معهم.
فرحل التركمان وبهرام عنها وأخذ صدقة رهائنهم وعاد إلى حلته فرجع بلك إليها ومعه ألفا رجل من التركمان فمانعه أصحابه قليلا واستدل على المخاضة إليها فخاضها وعبر ملكهم ونهبهم وسبى جميع حرمهم وانحدر طالبا هيت من الجانب الشامي فبلغ إلى قريب منها ثم رجع من يومه، ولما سمع صدقة جهز العساكر ثم أعادهم عند عود بلك.