(ولوا فكم تركوا هناك مصانعا * ومقاصرا ومخالدا ومجالسا) (فكأنها قلب وهن وساوس * جاء اليقين عنه وساوسا) ذكر ملك كربوقا الموصل في هذه السنة في ذي القعدة ملك قوام الدولة أبو سعيد كربوقا مدينة الموصل وقد ذكرنا أن تاج الدولة تتش أسره لما قتل آقسنقر وبوزان فلما أسره أبقى عليه طمعا في استصلاح حمية الأميرة أنر ولم يكن له بلد يملكه إذا قتله كما فعل بالأمير بوزان فإنه قتله واستولى على بلاده الرها وحران.
ولم يزل قوام الدولة محبوسا بحلب إلى أن قتل تتش وملك ابنه الملك رضوان حلبا فأرسل السلطان بركيارق رسولا يأمره بإطلاق وإطلاق أخيه التونتاش فلما سارا واجتمع عليهما كثير من العساكر البطالين فأتيا حران فتسلماها وكاتبهما محمد بن شرف الدولة مسلم بن قريش وهو بنصيبين ومعه ثروان بن وهيب وأبو الهيجاء الكردي يستنصرون بهما على الأمير علي بن شرف الدولة وكان بالموصل قد جعله بها تاج الدولة تتش بعد وقعة المضيع.