ذكر غارة الفرنج على الرقة وقلعة جعبر في هذه السنة في صفر أغار الفرنج من الرها على مرج الرقة وقلعة جعبر وكانوا لما خرجوا من الرها افترقوا فرقتين وأبعدوا يوما واحدا تكون الغارة على البلدين فيه ففعلوا ما استقر بينهم وأغاروا واستاقوا المواشي وأسروا من وقع بأيديهم من المسلمين فكانت القلعة والرقة لسالم بن مالك بن بدران بن المقلد بن المسيب سلمها إليه السلطان ملكشاه سنة تسع وسبعين [وأربعمائة] وقد ذكرناه فيها.
ذكر الصلح بين السلطان بركيارق ومحمد في هذه السنة وقع الصلح بين السلطانين بركيارق ومحمد ابني ملكشاه.
وكان سببه أن الحروب تطاولت بينهما وعم الفساد فصارت الأموال منهوبة والدماء مسفوكة، والبلاد مخربة، والقرى محرقة، والسلطنة مطموعا فيها محكوما عليها وأصبح الملوك مقهورين بعد أن كانوا قاهرين وكان الأمراء الأكابر يؤثرون ذلك ويختارونه ليدوم تحكمهم وانبساطهم وإدلالهم.