إيذج، وكان عمره قد جاوز خمسين سنة وكانت سيرته قد حسنت في أهل البصرة أخيرا.
ذكر حصر رضوان نصيبين وعوده عنها في هذه السنة في شهر رمضان حصر الملك رضوان بن تتش نصيبين.
وسبب ذلك: أنه عزم على حرب الفرنج واجتمع معه الأمراء إيلغازي بن أرتق الذي كان شحنة بغداد وأصبهبذ صباوة وألبي بن أرسلان تاش صاحب سنجار وهو صهر جكرمش صاحب الموصل فقال إيلغازي الرأي أننا نقصد بلاد جكرمش وما والاها فنملكها ونتكثر بعسكرها والأموال ووافقه ألبي فسار نصيبين ف عشرة آلاف فارس مستهل رمضان وكان قد جعل فيها أميرين من أصحابه في عسكر فتحصنوا بالبلد وقاتلوا من وراء السور فرمى ألبي بن أرسلان تاش بنشابة فجرح جرحا شديدا فعاد إلى سنجار.
وأما جكرمش فإنه بلغه الخبر بنزولهم على نصيبين وهو بالحامة التي بالقرب من طنزة يتداوى بمائها من مرضه فرحل إلى الموصل وقد أجفل إليها أهل السواد فخيم على باب البلد عازما على حرب رضوان واستعمل المخادعة فكاتب أعيان عسكر رضوان رغبهم حتى أفسد نياتهم وتقدم إلى أصحابه بنصيبين بخدمة الملك رضوان وبإخراج الإقامة إليه مع الاحتراز منه، وأرسل إلى رضوان يبذل له خدمته والدخول في