إلى أبي طاهر، المعروف بابن الصائغ وهو من أعيان أصحاب رضوان ووجوه الباطنية ودعاتهم ووافقهم على الفتك بابن ملاعب وأن يسلم أفامية إلى الملك رضوان فظهر شيء من هذا فأتى إلى ابن ملاعب أولاده وكانوا قد تسللوا إليه من مصر وقالوا له قد بلغنا عن هذا القاضي كذا وكذا والرأي أن تعاجله وتحتاط لنفسك فإن الأمر قد اشتهر وظهر فأحضره ابن ملاعب فأتاه في كمه مصحف لأنه رأى أمارات الشر فقال له ابن ملاعب ما بلغه عنه فقال له أيها الأمير قد علم كل أحد أني أتيتك خائفا جائعا فأمنتني وأغنيتني وعززتني فصرت ذا مال وجاه فإن كان بعض من حسدني على منزلتي منك ما غمرني من نعمتك سعى بي إليك فأسألك أن تأخذ جميع ما معي وأخرج كما جئت. وحلف له على الوفاء والنصح فقبل عذره وأمنه.
وعاود القاضي مكاتبة أبي طاهر بن الصائغ وأشار عليه أن يوافق رضوانا على إنفاذ ثلاثمائة رجل من أهل سرمين وينفذ معهم خيلا من خيول الفرنج وسلاحا من أسلحتهم ورؤوسا من رؤوس الفرنج ويأتون إلى ابن ملاعب ويظهرون أنهم غزاة ويشكون من سوء معاملة الملك رضوان وأصحابه لهم وأنهم فارقوه فلقيهم طائفة من الفرنج فظفروا بهم ويحملون جميع ما معهم إليه فإذا أذن لهم في المقام اتفقت آراؤهم على أعمال الحيلة عليه ففعل ابن