مجاهد الدين بهروز، يحسدونه لقربه كان عند السلطان محمد وخافوا أن يزداد تقدما عند السلطان محمودا وحكما فلما تولى البرسقي شحنكية بغداد هرب بهروز إلى تكريت وكانت له.
ثم إن السلطان ولى شحنكية بغداد الأمير منكوبرس وهو من أكابر المراء وقد حكم في دولة السلطان محمود فلما أعطي الشحنكية سير إليها ربيبه الأمير حسين بن أزبك أحد الأمراء الأتراك وهو صاحب أسداباذ لينوب عنه ببغداد والعراق وفارق السلطان من باب همذان واتصل به جماعة الأمراء البكجية وغيرهم.
فلما سمع البرسقي خاطب الخليفة المستظهر بالله ليأمره بالتوقف إلى أن يكاتب السلطان ويفعل ما يرد به الأمر عليه فأرسل إليه الخليفة فأجاب أن يرسم الخليفة بالعود عدت وإلا فلا بد من دخول بغداد فجمع البرسقي أصحابه وسار إليه فالتفوا واقتتلوا فقتل أخ حسين وانهزم هو ومن معه وعادوا إلى عسكر السلطان فكان ذلك في شهر ربيع الأول قبل وفاة المستظهر بالله بأيام.
ذكر وفاة المستظهر بالله في هذه السنة سادس عشر شهر ربيع الآخر توفي المستظهر بالله أبو العباس أحمد بن المقتدي بأمر الله وكان مرضه التراقي وكان عمره إحدى وأربعين سنة وستة