ثم إن فخر الملك بن عمار عاد إلى دمشق منتصف المحرم سنة اثنتين وخمسمائة فأقام بها أياما وتوجه منها مع العسكر من دمشق إلى جبلة فدخلها وأطاعه أهلها.
وأما أهل طرابلس فإنهم راسلوا الأفضل أمير الجيوش بمصر يلتمسون منه واليا عندهم ومعه الميرة في البحر فسير إليهم شرف الدولة بن أبي الطيب واليا ومعه الغلة وغيرها مما تحتاج إليه البلاد في الحصار فلما صار فيها قبض على جماعة من أهل ابن عمار وأصحابه وأخذ ما وجده من ذخائره وآلاته وغير ذلك وحمل الجميع إلى مصرفي البحر.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة في شعبان أطلق السلطان محمد الضرائب والمكوس ودار البيع والاجتيازات وغلا ذلك مما يناسبه بالعراق وكتبت به الألواح وجعلت في الأسواق.
وفيها في شهر رمضان ولي القاضي أبو العباس بن الرطبي الحسبة ببغداد.
وفيه أيضا عزل الخليفة وزيره مجد الدين بن المطلب برسالة من السلطان بذلك ثم أعيد إلى الوزارة بإذن السلطان وشرط عليه شروطا منها العدل وحسن السيرة وأن لا يستعمل أحدا من أهل الذمة.