ونقل أيضا عنه إلى السلطان ونظام الملك أن يكسر أغراضهم ويقبح أفعالهم حنى انه لما ورد الخبر بفتح السلطان سمرقند قال وما هذا مما يبشر به كأنه قد فتح بلاد الروم هل أتى إلا إلى قوم مسلمين موحدين فاستباح منهم ما لا يستباح من المشركين!
فلما وصل كوهرائين وابن سمحا إلى العسكر وشكيا من الوزير إلى السلطان ونظام الملك وأخبراهما بجميع ما يقول عنهما ويكسر من أغراضهما أرسى إلى الخليفة في عزله فعزله وأمره بلزوم بيته وكان عزله يوم الخميس فلما أمر بذلك أنشد:
(تولاها وليس له عدو * وفارقها وليس له صديق) فلما مان الغد يوم الجمعة خرج من داره إلى الجامع راجلا واجتمع الخلق العظيم عليه فأمر أن لا يخرج من بيته، ولما عزل استنيب في الوزارة أبو سعد بن موصلايا كاتب الإنشاء وأرسل الخليفة إلى السلطان ونظام الملك يستدعي عميد الدولة بن جهير ليستوزره فسير إليه فاستوزره في ذي الحجة من هذه السنة وركب إليه نظام الملك فهنأه بالوزارة في داره وأكثر الشعراء تهنئته بالعود إلى الوزارة.
ذكر ملك أمير المسلمين بلاد الأندلس التي للمسلمين في هذه السنة في رجب ملك أمير المسلمين يوسف بن تاشفين صاحب بلاد المغرب من بلاد الأندلس ما هو بيد المسلمين قرطبة وإشبيلية وقبض على المعتمد بن عباد صاحبها وملك غيرها من الأندلس.
ولقد جرى للرشيد بن المعتمد حادثة شبيهة بحادثة الأمين محمد بن هارون