وسببها أن إيلغازي كان بطريق خراسان إلى بغداد فلما وصل أتى جماعة من أصحابه إلى دجلة فنادوا ملاحا ليعبر بهم فتأخر فرماه أحدهم بنشابة فوقعت في مشعره فمات فأخذ العامة القاتل وقصدوا باب النوبي فلقيهم ولد إيلغازي مع جماعة فاستنقذه ورجمهم العامة بسوق الثلاثاء فمضى إلى أبيه مستغيثا فأخذ حاجب الباب من له في هذه الحادثة عمل فلم يقنع إيلغازي ذلك فعبر بأصحابه إلى محلة الملاحين المعروفة بمربعة القطانين، وتبعهم خلق كثير فنهبوا ما وجدوا وقدروا عليه فعطف عليهم العيارون فقتلوا أكثرهم.
ونزل من سلم في السفن ليعبروا دجلة فلما توسطوها ألقى الملاحون أنفسهم في الماء وتركوهم فغرقوا فكان الغرق أكثر من القتل وجمع إيلغازي التركمان وأراد نهب الجانب الغربي فأرسل إليه الخليفة قاضي القضاة والكيا الهراس المدرس بالنظامية فمعناه من ذلك فامتنع.
ذكر قصد صاحب البصرة مدينة واسط وعوده عنها في هذه السنة في العشرين من شوال قصد الأمير إسماعيل صاحب البصرة مدينة واسط للاستيلاء عليها.
ونحن نبتدئ بذكر إسماعيل وتنقل الإخوان به إلى أن ملك البصرة وهو إسماعيل بن سلانجق وكان إليه في أيام ملكشاه شحنكية الري ولما وليها كان أهل الري والرستاقية قد أعيوا من وليهم وعجز الولاة عنهم فسلك معهم طريقا أصلحهم بها وقتل منهم مقتلة عظيمة فتهذبوا بها وأرسل من شعورهم إلى السلطان ما عمل منه مقاود وشكلا للدواب ثم عزل عنها.
ثم إن السلطان بركيارق أقطع البصرة للأمير قماج فأرسل إليها هذا الأمير