ذكر وصول السلطان إلى بغداد في هذه السنة في شهر رمضان وصل السلطان إلى بغداد وهي المرة الثانية ونزل بدار المملكة ونزل أصحابه متفرقين ووصل إليه أخوه تاج الدولة تتش وقسيم الدولة آقسنقر صاحب حلب وغيرهما من زعماء الأطراف وعمل الميلاد ببغداد وتأنقوا في عمله فذكر الناس انهم لم يروا ببغداد مثله أبدا وأكثر الشعراء وصف تلك الليلة فمن قال المطرز:
(وكل نار على العشاق مضرمة * من نار قلبي أو من ليلة السذق) (نار تجلت بها الظلماء واشتبهت * بسدفة الليل فيه غرة الفلق) (وزارت الشمس فيها البدر واصطلحا * على الكواكب بعد الغيظ والحنق) (مدت على الأرض بسطا من جواهرها * ما بين مجتمع وار ومفترق) (مث المصابيح إلا أنها نزلت * من السماء بلا رجم ولا حرق) (أعجب بنار رضوان يسعرها * ومالك قائم منها على فرق) (في مجلس ضحكت روض الجنان له * لما جلا ثغره عن واضح يقق) (وللشموع عيون كلما نظرت * تظلمت من يديها أنجم الغسق) (من كل مرهفة الأعطاف كالغصن * المياد لكنه عار من الورق)