الماضي، فعاد ابن عباد إلى إشبيلية وعاد أمير المسلمين على غرناطة وهي طريقه ومعه عبد الله بن بلكين فغدر به أمير المسلمين وأخذ غرناطة منه وأخرجه منها فرأى في قصوره من الأموال والذخائر ما لم يحوه ملك قبله بالأندلس ومن جملة ما وجد سبحة فيها أربعمائة جوهرة قومت كل جوهرة بمائة دينار ومن الجواهر ما له قيمة جليلة إلى غير ذلك من الثياب والعدد وغيرها وأخذ معه عبد الله وأخاه تميما ابني بلكين إلى مراكش فكانت غرناطة أول ما ملكه من بلاد الأندلس.
وقد ذكرنا فيما تقدم سبب دخول صنهاجة إلى الأندلس وعود من عاد منهم إلى المعز بإفريقية وكان آخر من بقي منهم بالأندلس هذا عبد الله وأخذت مدينته ورحل إلى العدوة.
ولما رجع أمير المسلمين إلى مراكش أطاعه من كان لم يطعه من بلاد السوس وورغة وقلعة مهدي، وقال له علما الأندلس إنه ليست طاعته بواجبة حتى يخطب للخليفة ويأتيه تقليد منه بالبلاد فأرسل إلى الخليفة المقتدي بأمر الله ببغداد فأتاه الخلع والأعلام والتقليد ولقب بأمير المسلمين ونصر الدين.
ذكر دخول السلطان إلى بغداد في هذه السنة ملكشاه بغداد في ذي الحجة بعد أن فتح حلب وغيرها من بلاد الشام والجزيرة وهي أول قدمة قدمها، ونزل