قد مات لما كان مع بركيارق بالموصل وحمل إلى بغداد فدفن بالنظامية وكان أصبح الناس وجها وأحسنهم خلقا وسيرة وكان قد أجرى الناس على ما بأيديهم من توقيعات أبيه في الإطلاقات من خاصة منها ببغداد مائتا كر غلة وثمانية عشر ألف دينار أميري.
ثم إن بركيارق جدر بعد أخيه وعوفي وسلم فلما عوفي كاتب مؤيد الملك وزيره الأمراء العراقيين والخراسانيين واستمالهم فعادوا كلهم إلى بركيارق فعظم شأنه وكثر عسكره.
ذكر وفاة أمير الجوي مصر في هذه السنة في ذي القعدة توفي أمير الجيوش بدر الجمالي صاحب الجيش بمصر وقد جاوز ثمانين سنة وكان هو الحاكم في دلة المستنصر والمرجوع إليه.
وكان قد استعمله على الشام سنة خمس وخمسين وأربعمائة وجرى بينه وبين الرعية والجند بدمشق ما خاف [منه] على نفسه فخرج عنها هاربا وجمع وحشد وقدم إلى الشام فاستولى عليه بأسره سنة ست وخمسين [وأربعمائة]، ثم خالفه أهل دمشق مرة أخرى فهرب منه سنة ستين وخرب العامة والجند قصر الإمارة ثم مضى أمير الجيوش إلى مصر وتقدم بها وصار صاحب الأمر.