وصل إليها للموعد، فنصب السلاليم باتفاق من الشحنة ومن معه وصعد السور واجتمع بالشحنة وأخذ البلد في شعبان فقاتله أهل البلد فهزمهم مرة بعد أخرى وقتل كثير من أهلها ثم عفا عنهم وتسلم القلعة المعروفة بالقسيان وأخذ من الأموال ما يجاوز الإحصاء وأحسن إلى الرعية وعدل فيهم وأمرهم بعمارة ما خرب ومنع أصحابه من النزول في دورهم ومخالطتهم.
ولما ملك سليمان أنطاكية أرسل إلى السلطان ملكشاه يبشره بذلك وينسب هذا الفتح إليه لأنه من أهله وممن يتولى طاعته فأظهر ملكشاه البشارة به وهنأه الناس فممن قال فيه الأبيوردي من قصيدة مطلعها:
(لمعت كناصية الحصان الأشقر * نا بمعتلج الكثيب الأعفر) (وفتحت أنطاكية الروم التي * نشرت معاقلها على الإسكندر) (وطئت مناكبها جيادك فانثنت * تلقى أجنتها بنات الأصفر) وهي طويلة.
ذكر قتل شرف الدولة وملك أخيه إبراهيم قد تقدم ذكر ملك سليمان بن قتلمش مدينة أنطاكية فلما ملكها أرسل إليه شرف الدولة مسلم بن قريش يطلب منه ما كان يحمله إليه الفردوس من المال ويخوفه معصية السلطان فأجابه.
أما طاعة السلطان فهي شعاري ودثاري والخطبة له والسكة في بلادي وقد كاتبة بما فتح الله على يدي بسعادته من هذا البلد وأعمال الكفار.