ذكر عمره وشئ من سيرته لما توفي بركيارق كان عمره خمسا وعشرين سنة ومدة وقوع اسم السلطنة عليه اثنتي عشرة سنة وأربعة أشهر وقاسى من الحروب واختلاف الأمور عليه ما لم يقاسه أحد واختلفت به الأحوال بين رخاء وشدة وملك وزواله وأشرف في عدة نوب بعد إسلام النعمة على ذهاب المهجة.
ولما قوي أمره في هذا الوقت وأطاعه المخالفون وانقادوا له أدركته منيته ولم يهزم في حروبه غير مرة واحدة وكان أمراؤه قد طمعوا فيه للاختلاف الواقع حتى أنهم كانوا يطلبون نوابه ليقتلوهم فلا يمكنه الدفع عنهم وكان متى خطب له ببغداد وقع الغلاء.
ووقفت المعايش والمكاسب وكان أهلها مع ذلك يحبونه ويختارون سلطانه.
وقد ذكرنا من تقلب الأحوال به ما وقفت عليه ومن أعجبها دخوله أصبهان هاربا من عمه تتش فمكنه عسكر أخيه محمود صاحبها من دخولها ليقبضوا عليه فاتفق أن أخاه محمودا مات فاضطربوا إلى أن يملكوه وهذا من أحسن الفرج بعد الشدة.
وكان حليما كريما صبورا عاقلا كثير المداراة لا يبالغ في العقوبة وكان عفوه أكثر من عقوبته.