هو رياح بن عثمان بن حيان المري فسيره أميرا على المدينة في رمضان سنة اربع وأربعين.
وقيل: إن رياحا ضمن للمنصور ان يخرج محمدا وإبراهيم ابني عبد الله ان استعمله على المدينة فاستعمله عليها فسار حتى دخلها فلما دخل دار مروان. وهي التي كان ينزلها الأمراء قال لحاجب كان له يقال له أبو البختري هذه دار مروان؟ قال: نعم. قال أما إنها محلال مظعان ونحن أول من يظعن منها. فلما تفرق الناس عنه قال لحاجبه يا أبا البختري خذ بيدي ندخل على هذا الشيخ يعني عبد الله بن الحسن فدخلا عليه فقال رياح أيها الشيخ ان أمير المؤمنين والله ما استعملني لرحم قريبة ولا ليد سلفت إليه والله لا لعبت بي كما لعبت بزياد وابن القسري والله لأزهقن نفسك أو لتأتيني بابنيك محمد وإبراهيم فرفع رأسه إليه وقال نعم اما والله انك لأزيرق قيس المذبوح فيها كما تذبح الشاة!
قال أبو البختري فانصرف والله رياح آخذا بيدي أجد برد يده وان رجليه ليخطان الأرض مما كلمه قال فقلت له ان هذا ما اطلع على الغيب فقال إيها ويلك فوالله ما قال إلا [ما] سمع فذبح كما تذبح الشاة.
ثم انه دعا بالقسري وسأله عن الأموال وضربه وسجنه وأخذ كاتبه زراعا وعاقبه فأكثر وطلب إليه ان يذكر ما أخذ محمد بن خالد من الأموال وهو لا يجيبه فلما طال عليه العذاب أجابه إلى ذلك فقال له رياح احضر الرفيعة وقت اجتماع الناس ففل ذلك فلما اجتمع الناس احضره فقال أيها الناس ان الأمير امرني ان ارفع علي ابن خالد وقد كتب كتابا خان فيه وانا لنشهدكم ان كل ما فيه باطل فأمر رياح فضرب مائة سوط ورد إلى السجن.