لا تغشني ولا تمالئ علي عدوا، [ثم] أنت ترى ابنتك حاملا وزوجها غائب وأنت بين أن تكون حانثا أو ديوثا وأيم الله إني لأهم برجمها قال محمد أما أيماني فهي علي ان كنت دخلت لك في أمر غش علمته وأما ما رميت به هذه الجارية فان الله قد أكرمها بولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها ولكني ظننت حين ظهر حملها ان زوجها ألم بها على حين غفلة. فاغتاظ المنصور من كلامه وأمر بشق ثيابه عن ازاره فحكى ان عورته قد كشفت ثم أمر به فضرب خمسين ومائة سوط فبلغت منه كل مبلغ والمنصور يفتري عليه لا يكني فأصاب سوط منها وجهه فقال ويحك اكفف عن وجهي فان له حرمة برسول الله صلى الله عليه وسلم فأغرى المنصور فقال للجلاد الرأس الرأس فضربه على رأسه نحوا من ثلاثين سوطا وأصاب إحدى عينيه سوط فسالت ثم اخرج وكأنه زنجي من الضرب وكان من أحسن الناس وكان يسمى الديباج لحسنه.
فلما خرج وثيب إليه مولى له فقال الا اطرح ردائي عليك قال بلى جزيت خيرا والله انك لشفوف إزاري أشد علي من الضرب.
وكان سبب أخذه أن رياحا قال للمنصور: يا أمير المؤمنين اما أهل خراسان فشيعتك وأما أهل العراق فشيعة آل أبي طالب.
وأما أهل الشام فوالله ما علي عندهم الا كافر ولكن محمد بن عبد الله العثماني لو دعا أهل الشام ما تخلف