المهدي المهدي! فوقف هو وزياد فقال زياد أيها الناس هذا محمد بن عبد الله بن الحسن ثم قال له الحق بأي بلاد الله شئت فتوارى محمد.
وسمع المنصور الخبر فأرسل أبا الأزهر في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين ومائة إلى المدينة فأمره ان يستعمل على المدينة عبد العزيز بن المطلب وان يقبض على زياد وأصحابه ويسير بهم إليه فقدم أبو الأزهر المدينة ففعل ما أمره وأخذ زيادا وأصحابه وسار نحو المنصور وخلف زياد في بيت مال المدينة ثماني ألف دينار فسجنهم المنصور ثم من عليهم بعد ذلك.
واستعمل المنصور على المدينة محمد بن خالد بن عبد الله القسري وأمره بطلب محمد بن عبد الله وبسط يده في النفقة في طلبه فقدم المدينة في رجب سنة إحدى وأربعين فاخذ المال ورفع في محاسبته أموالا كثيرة انفقها في طلب محمد فاستبطأه أبو جعفر واتهمه فكتب إليه يأمره بكشف المدينة واعراضها فطاف ببيوت الناس فلم يجد محمدا.
فلما رأى المنصور ما قد اخرج من الأموال ولم يظفر بمحمد استشار أبا العلاء رجلا من قيس عيلان في أمر محم د بن عبد الله وأخيه فقال أرى ان تستعمل رجلا من ولد الزبير أو طلحة فإنهم يطلبونهما بزحل ويخرجونهما إليك فقال قاتلك الله ما أجود ما رأيت والله خفي علي هذا ولكني أعاهد الله لا أنتقم من بني عمي وأهل بيتي بعدوي وعدوهم ولكني ابعث عليهم صعلوكا من العرب يفعل بهم ما قلت.
فاستشار يزيد بن يزيد السلمي وقال له دلني على فتى مقل من قيس اغنيه وأشرفه وأمكنه من سيد اليمن يعني ابن القسري، [قال]: