فقتلهما وبقي يوسف على الأندلس إلى ان غلب عليها عبد الرحمن بن معاوية ابن هشام.
هذا ما ذكرناه من ولاة الأندلس على الاختصار وقد تقدم ابسط من هذا متفرقا وإنما أوردناه ههنا متتابعا ليتصل بعض أخبار الأندلس ببعض لأنها وردت متفرقة ونرجع إلى ذكر عبور عبد الرحمن بن معاوية بن هشام إليها.
* * * وأما سبب مسير عبد الرحمن إلى الغرب فإنه يحكى عنه انه لما ظهرت الدولة العباسية وقتب من بني أمية من قتل ومن شيعتهم فر منهم من نجا في الأرض وكان عبد الرحمن بن معاوية بذات الزيتون ففر منها إلى فلسطين واقام هو ومولاه بدر يتجسس الاخبار فحكي عنه انه قال لما أعطينا الأمان ثم نكث بنا بنهر أبي فطرس وأبيحت دماؤنا اتانا الخبر وكنت منتبذا من الناس فرجعت إلى منزلي آيسا ونظرت فيما يصلحني وأهلي وخرجت خائفا حتى صرت إلى قرية على الفرات ذات شجر وغياض فبينا أنا ذات يوم بها وولدي سليمان يلعب بين يدي وهو يومئذ ابن اربع سنين فخرج عني ثم دخل الصبي من باب البيت باكيا فزعا فتعلق بي وجعلت أدفعه وهو يتعلق بي فخرجت لأنظر وإذا بالخوف قد نزل بالقرية وإذا بالرايات السود منحطة عليها واخ لي حدث السن يقول لي النجاء النجاء فهذه رايات المسودة فأخذت دنانير معي ونجوت بنفسي وأخي وأعلمت أخواتي بمتوجهي فأمرتهن ان يلحقنني مولاي بدرا وأحاطت الخيل بالقرية فلم يجدوا لي اثرا فاتيت رجلا من معارفي وأمرته فاشترى لي دواب وما يصلحني فدل علي عبد له العامل فاقبل في خيله يطلبني فخرجنا على أرجلنا هرابا والخيل