المبكر وتميز بحدة الذكاء ويقظة الذهن وسرعة الحفظ ولذلك استغنى عن معلمه بسرعة وأقبل على دراسة علوم اللغة العربية وظل أهله مستمرين في منعه وهو يتوسل إليهم بمختلف الوسائل ويشفع الوسطاء حتى تمكن من إكمال المقدمات ودورة السطوح ثم هاجر إلى النجف الأشرف في العراق وأكمل دراسته على أفاضل علماء النجف الأشرف ثم حضر درس الشيخ محمد حسن صاحب " جواهر الكلام " وأكثر من ملازمته والانتهال من بحر علمه.
وقد وفق العلامة المصنف إلى أن يحتل مكانة سامية بين رجال الفضل على عهد أستاذه وبرع في الفقه والأصول براعة تامة ونبغ في العلوم الإسلامية الأخرى نبوغا باهرا وعرف بسداد الفكر ونفاذ الرأي وخصوبة الذهن والتحقيق وبعد الغور وسعة الاطلاع والإحاطة بالآراء والأقوال، حتى شهد أستاذه بفضله ومكانته.
رجع - بعد حصوله على درجة الاجتهاد - إلى طهران، فرأس ونال ثروة عظيمة وجاها عند ناصر الدين شاه بعد أن كان فقيرا معدما أيام تحصيله في النجف الأشرف.
يعتبر أحد الأعلام العظام الأربعة الذين شهد صاحب الجواهر باجتهادهم وصرح بذلك على منبر درسه فقد نقل السيد الصدر في التكملة:
حدثني السيد العالم الثقة العدل الضابط السيد محمد الهندي قال: كنت جالسا تحت منبر شيخنا صاحب الجواهر مرة فقال قبل الشروع في الدرس ما نصه:
كتب إلي بعض إخواني من طهران يقول: إن السلطان محمد شاه القاجاري قال بأن عند الشيخ محمد حسن مصبغة اجتهاد يصبغ فيها الطلبة ويرسلهم