واما الأسدي فالظاهر وثاقته بل جلالة قدره لقول النجاشي: " إنه ثقة وجيه " 1 ووثقه غيره أيضا، ولعده ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه. 2 وللصحيح المروى في الكشي عن ابن أبي عمير عن شعيب العقرقوفي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ربما احتجنا أن نسأل عن الشئ فمن نسأل؟ قال: " عليك بالأسدي " 3 يعنى أبا بصير.
ولما ورد في ضمان الجنة له، 4 والمسح على عينيه ورضاه بالعود إلى عماه لأن تكون له الجنة الخالص، أي بغير حساب كما هو ظاهر الخبر، 5 إلى غير ذلك من الأخبار، وفى بعضها بطريق التعجب والاستفهام الإنكاري خطابا لأبي بصير: " هذا وأنت ممن يريد الدنيا!؟ ". 6 نعم، قد ورد في مقابل ما أشرنا إليه أخبار 7 في ذمه، في بعضها غايته، كالمشتمل على قوله: " إن صاحبنا لم يتكامل حلمه ". 8 والمشتمل على تكذيب أبى عبد الله عليه السلام له في روايته الموجبة للوقف على الكاظم عليه السلام، والمشتمل على قوله: " لو كان معنان طبق لأذن لنا " (9) أي: في الدخول على أبى عبد الله عليه السلام وفيه: " فجاء كلب فشغر في وجهه " والمشتمل على غضبه على الكاظم عليه السلام واعترافه بسوء ظنه به عند موته بزبالة الكوفة، إلى غير ذلك.
لكن الظاهر عدم مقاومته لما مر ولو للاعتضاد بقول الطائفة وعملهم.