نعم يستفاد من ذكر الكشي (1) في عنوانه رواية فيها بعض أحوال أبي بصير ولا دلالة فيها على أن عبد الله يكنى بأبي بصير ولا على أن المراد بأبي بصير فيها هو عبد الله كيف والراوي فيها عن أبي بصير هو عبد الله بن وضاح!؟ ونص العلامة (2) والمولى عناية الله (3) وغيرهما على أنه يروي عن يحيى بن أبي القاسم.
فيظهر أن أبا بصير في هذه الرواية هو يحيى لا عبد الله وأن نقل الكشي لها في عنوانه في غير محله.
وبالجملة فلم يحضرني كتابه حتى ألاحظ أن الواقع أي الاحتمالين.
والأول وإن كان يؤيده ما ذكره من صيرورة أبي بصير أربعة على اشتباه العلامة ونحوه لما مر من استفادة الاتحاد من خلاصته فالثاني المرادي والثالث عبد الله والرابع يوسف وإخراج عبد الله بعد إخراج يوسف مع فرض الاتحاد يوجب كون المشترك اثنين لا ثلاثة إلا أنه ينافيه استجواد منتهى المقال فإنه ممن لا يرى الاتحاد المزبور بل يرى التعدد فيكون الاشتراك حينئذ بين أربعة لفرض عدم إخراج عبد الله. وينافيه أيضا حكمه بأن الثلاثة أجلاء ثقات فإن عبد الله إن لم يكن مذموما كما هو مقتضى ما رواه الكشي في ترجمته فليس بممدوح فكيف بالتوثيق!؟
اللهم إلا أن يكون بناؤه على أن عبد الله المكنى بأبي بصير هو الحجال المزخرف الثقة فإنه أيضا ابن محمد الأسدي بل لعله أولى لأن كنيته أبو محمد، إلا أنه مناف لكلام الكشي وجمع من المتأخرين من جعلهم الكنية لغيره.
وكيف كان فالأظهر أنهم مع إخراج عبد الله - كما لعله الظاهر - ثلاثة: المرادي والأسدي والأزدي إذ الظاهر أن يوسف أبو نصر لا أبو بصير لما ذكره المولى عناية الله فقد أخبر بحضور جميع نسخ الكشي المصححة وغيرها عنده وفيها أبو نصر لا أبو بصير ومع كون عبد الله منهم أربعة.