الكل بحيث لا يلزم الحرج المنفي بخلافه، وذلك لان الحرمة و النجاسة تكليفان يحب امتثالهما، فحيث يمكن الامتثال بترك المحتملات من باب المقدمة الواجبة، وحيث لا يمكن لعدم تأتي ترك الجميع و عدم الترجيح الشرعي لا يكون مكلفا).
والوحيد البهبهاني رحمه الله يدخل - كما يرى القاري - هذا البحث العميق من مباحث الأصول، ويتحدث عنه ويقسمه إلى أقسامه و يبحث عن حكم كل قسم بصورة علمية وعلى نهج علمي دقيق، وهو أمر مثير للإعجاب ولولا موقع الشيخ الأنصاري من مدرسة الأصول الحديثة لقلنا بأبوة الوحيد البهبهاني لمدرسة الأصول الحديثة.
ولكن إذا كانت هذه الأبوة موضع نقاش بسبب موقع الشيخ الأنصاري من هذه المدرسة فإن مما لا شك فيه أن الوحيد البهبهاني من أكبر رواد هذه المدرسة ودوره الرائد في المدرسة الأصولية الحديثة قبل الشيخ الأنصاري رحمه الله وأسبق منه.
دوران الامر بين الأطراف المتباينة أو الأقل والأكثر:
وهذا القسم من الشك في المكلف به الذي يقترن بالعلم الاجمالي ينقسم إلى قسمين أساسيين:
القسم الأول: ما يكون الترديد فيه بين الأطراف المتباينة، كالمثال السابق في الخمر المشتبه بين الأواني المتعددة المختلفة.
والقسم الثاني: ما يكون الترديد فيه بين الأقل والأكثر، كما لو علم