إذا لم يصل الحكم لم يكن عقابا لقبح التكليف والعقاب حينئذ).
وقد اعتبر الشيخ الأنصاري هذه القاعدة من القضايا البديهية التي لا يشك فيها أحد من العقلا ولم يتعرض الشيخ للاستدلال لهذه القاعدة اعتمادا على وضوحها وبداهتها.
تقرير المحقق النائيني للبراءة العقلية:
وذهب المحقق النائيني في توجيه هذه القاعدة والاستدلال لها إلى أن البيان ما لم يصل إلى المكلف لا يكون محركا له ووجود البيان الواقعي كعدمه لا يصلح أن يكون سببا في تحريك المكلف، كما لا تصلح الأمور التكوينية المثيرة للرغبة والحركة في الانسان لإثارة الانسان وتحريكه بوجودها الواقعي بل بوجودها الواصل إلى المكلف.
تقرير المحقق الأصفهاني للبراءة العقلية:
ويقرر المحقق الأصفهاني رحمه الله البراءة العقلية بطريقة أخرى فيرى أن أحكام العقل العملي تؤول بالنتيجة إلى حسن العدل وقبح الظلم بالضرورة ولا شك أن تمرد العبد على أوامر المولى ونواهيه إذا أقام عليها الحجة من الظلم والخروج عن طور العبودية وهو من أقبح الأمور ويستحق العبد عليه العقاب.