بسم الله الرحمن الرحيم يلاحظ أن مؤرخي علم الأصول يشيرون إلى أن علم أصول الفقه قد نشأ وترعرع في أحضان علم الفقه، واشتدت الحاجة إليه كلما ازداد الفاصل الزمني عن عصر النصوص.
والفكر الأصولي - في مدرسة أهل البيت عليهم السلام - قد مر بعصور متميزة ثلاثة:
1 - العصر التمهيدي: وهو عصر وضع البذور الأساسية له، وقد استمر حتى منتصف القرن الخامس الهجري متمثلا في فقهاء أصحاب الأئمة عليهم السلام حتى فقهاء القرن الأول من عصر الغيبة الكبرى كابن أبي عقيل العماني، وابن الجنيد الإسكافي، والشيخ المفيد و السيد المرتضى وسلار الديلمي، وينتهي بظهور الفقيه المجدد محمد بن الحسن الطوسي (ت: 460).
2 - عصر العلم: وهو عصر اختمار البذور وأثمارها حيث تحددت فيه معالم الفكر الأصولي فأصبح علما له دقته وصناعته وذهنيته العلمية على يد الفقيه المجدد الطوسي وكبار رجالات مدرسته كابن إدريس والمحقق