لهما ولغيرهما فإذا كان كذلك كانت الآية كالمجملة تحتاج إلى بيان ويحتمل أن يكون أريد بها جميع المؤمنين ويحتمل أن يكون أراد بعضهم ولا يمكن حملها على الجميع لفقد دلالة الخصوص لان القايل ان يقول احملها على الأقل لفقد الدليل على ان المراد بها الكل وإذا جاز ان يكون المراد بعضهم فليس (ليسوا ظ) بان يحمل على بعض المؤمنين بأولى منا إذا حملناها على الأئمة عليهم السلام ويستدل بذلك غرضهم ونحن نكون أحق من حيث الدليل على عصمتهم وطهارتهم وامنا وقوع الخطأ من جهتهم وثانيها ان لفظة سبيل أيضا محتملة بل هي تقتضي الواحدة ولا يجب حملها على كل سبيل فكيف يمكن الاستدلال بها على ان كل سبيل المؤمنين صواب فيجب اتباعه و ليس لهم ان يقولوا إذا فقدنا دليل الاختصاص حملناها على العموم لان القايل أن يقول إذا فقدنا دلالة العموم حملناها على الخصوص كما قلناه في الوجه الأول وثالثها انه تعالى توعد على اتباع غير سبيلهم وليس في ذلك دلالة على وجوب اتباع سبيلهم فيجب أن يكون اتباع سبيلهم موقوفا على الدلالة وليس لهم أن يقولوا ان الوعيد لما علقه تعالى باتباع غير سبيلهم حل محل ان تعلقه بالعدول عن سبيل المؤمنين وترك اتباعهم في انه لا يقتضى لا محالة ان اتباع سبيل المؤمنين صواب وان الوعيد واجب لتركه ومفارقته وذلك ان هذا دعوى محضة لأنه لا يمتنع أن يكون اتباع غير سبيلهم محرما واتباع سبيلهم محرما أو مباحا أيضا يبين ذلك انه لو صرح بما تأولناه حتى يقول اتباع غير سبيل المؤمنين محظور عليكم واتباع سبيلهم يجوز أن يكون قبيحا وغير قبيح فاعملوا فيه بحسب الدلالة أو يقول واتباع سبيلهم مباح لكم لساغ هذا الكلام ولم يتناقض وإذا كان سايغا بطل قول من قال ان النهى عن اتباع غير سبيلهم موجب لاتباع سبيلهم وانه يجرى مجرى التحريم لمفارقة سبيلهم والعدول عنها وليس لهم ان يقولوا ان من لم يتبع غير سبيل فلابد من أن يكون متبعا لسبيلهم فمن هيهنا حكمنا بان النهى عن أحد الامرين ايجاب للاخر وذلك ان بين الامرين واسطة وقد يجوز أن يخرج المكلف من اتباع غير سبيلهم واتباع سبيلهم معا بأن لا يكون متبعا سبيل أحد وليس لهم أن يقولوا ان غير هيهنا بمعنى الا وكأنه تعالى قال لا تتبع الا سبيل المؤمنين لان أحدنا لو قال لغيره من اكل غير طعامي فله العقوبة فالمتعارف من ذلك ان اكل طعامه مخالف لذلك وان العقوبة انما تتعلق بخروجه عن أن يكون آكلا لطعامه لان غير هيهنا ليس بواجب أن يكون بمعنى الا الموضوعة للاستثناء بل جايز أن يكون بمعنى خلاف فكأنه قال لا تتبع خلاف سبيل المؤمنين وما هو غير لسبيلهم ولم يرد لا تتبع الا سبيلهم وقول القايل من اكل غير طعامي عاقبته لا يفهم من ظاهر لفظه ومجرده ايجاب اكل طعامه بل المفهوم خطر اكل كلما هو غير
(٦٦)