هذا هو الجزء الثاني من كتاب عدة الأصول في أصول الفقه للامام الهمام شيخ الطايفة الناجية ووجه الشيعة الامام الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي تغمده الله برحمته وهذا الشيخ جليل القدر حاله اشهر من أن يذكر ولد في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وتوفى ليلة الاثنين في الثاني والعشرين من المحرم سنة ستين وأربع مائة بالمشهد الغروي على ساكنه السلام ودفن بداره وقد امر بطبعه وانتشار نسخته جناب العالم الفاضل قدوة أرباب الأدب الشيخ على الخراساني أصلا والحايرى مسكنا ومدفنا انشاء الله المعروف بالشيخ الرئيس دام عمره وزيد فضله في شهر محرم 1318 هذا هو الجزء الثاني من كتاب عدة الأصول للشيخ (لشيخ) الطايفة الناجية أبي جعفر محمد بن الحسن بن على الطوسي رضوان الله عليه بسم الله الرحمن الرحيم فصل في ذكر الوجوه التي تحتاج الأشياء فيها إلى بيان وما يقع به البيان إذا كان البيان عبارة عن الدلالة على ما قدمنا القول فيه فكل وجه لا يعلم كون الشئ عليه ضرورة فإنه يحتاج إلى بيان كما ان ذلك يحتاج إلى دلالة وسواء كان عقليا أو شرعيا فاما ما علم كون الشئ عليه ضرورة فإنه يستغنى بحصول العلم فيه عن بيان ذلك وكذلك ما يعلم بالدلالة إذا حصل العلم بالمعلوم فإنه يستغنى بحصول العلم به عن بيان ثان إذا ثبت هذه الجملة فالعقليات كلما لا يعلم منها ضرورة أو ما يجرى مجرى الضرورة فلابد فيه من بيان كما لابد فيه من دلالة والشرعيات تحتاج إلى بيان كما تحتاج بأجمعها إلى دلالة هذا إذا أردنا بالبيان الدلالة ومتى أردنا ما يرجع إلى الخطاب والفرق بين ما يحتاج إلى بيان وما لا يحتاج فقد قدمنا القول في ذلك وقلنا ان ما يحتاج من ذلك إلى بيان على وجوه منها ما يحتاج في تخصيصه إذا كان عاما وعلم في الجملة انه مخصوص فإنه يحتاج في تعيين ما خص به إلى بيان ومنها ما يحتاج إلى بيان النسخ إذا كان مما ينسخ لأنه إذا قيل افعلوا كذا إلى وقت ما ينسخ عنكم فان وقت النسخ يحتاج إلى بيان ومنها ما يحتاج إلى بيان أوصافه وشروطه إذا كانت له أوصاف (صفات خ ل) وشروط كما قلناه في الأسماء الشرعية من الصلاة والزكاة وغيرها وقد يحتاج الفعل أيضا إلى بيان كما يحتاج القول إليه إذا لم ينبئ بنفسه عن المراد على ما سنبينه انشاء الله فاما ما به يتبين الشئ فأشياء منها الكتابة و ذلك نحو ما كتب النبي صلى الله عليه وآله واله إلى عماله بالاحكام التي بينها لهم ولمن بعدهم من كتب الصدقات والديات و غيرها من الاحكام ومنها القول والكلام وقد بين النبي (ع) (نبي خ ل) الشريعة أكثرها بذلك ومنها الافعال وذلك نحو ما ورى عن النبي صلى الله عليه وآله انه صلى وحج وتوضأ وقال صلوا كما رأيتموني أصلي وقال خذوا عنى مناسك
(١)