الرحمن حدثه عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " تدنو الشمس يوم القيامة عل قدر ميل ويزاد في حرها كذا وكذا تغلي منها الهوام كما تغلي القدور يعرقون فيها على قدر خطاياهم منهم من يبلغ إلى كعبيه ومنهم من يبلغ إلى ساقيه ومنهم من يبلغ إلى وسطه ومنهم من يلجمه العرق " انفرد به أحمد.
" حديث آخر " قال الإمام أحمد حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثنا أبو عشانة حيي بن مؤمن أنه سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول " تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس فمن الناس من يبلغ عرقه عقبيه ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه ومنهم من يبلغ العجز ومنهم من يبلغ الخاصرة ومنهم من يبلغ منكبيه ومنهم من يبلغ وسط فيه - وأشار بيده فألجمها فاه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده هكذا - ومنهم من يغطيه عرقه " وضرب بيده إشارة انفرد به أحمد وفي حديث أنهم يقومون سبعين سنة لا يتكلمون وقيل يقومون ثلثمائة سنة وقيل يقومون أربعين ألف سنة ويقضى بينهم في مقدار عشرة آلاف سنة كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعا " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو عون الزيادي أخبرنا عبد السلام بن عجلان سمعت أبا يزيد المدني عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبشير الغفاري " كيف أنت صانع في يوم يقوم الناس فيه ثلثمائة سنة لرب العالمين من أيام الدنيا لا يأتيهم فيه خبر من السماء ولا يؤمر فيهم بأمر؟ " قال بشير: المستعان الله قال " فإذا أويت إلى فراشك فتعوذ بالله من كرب يوم القيامة وسوء الحساب " ورواه ابن جرير من طريق عبد السلام به. وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة. وعن ابن مسعود يقومون أربعين سنة رافعي رؤوسهم إلى السماء لا يكلمهم أحد قد ألجم العرق برهم وفاجرهم وعن ابن عمر: يقومون مائة سنة رواهما ابن جرير. وفي سنن أبي داود والنسائي وابن ماجة من حديث زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد الحرازي عن عاصم بن حميد عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفتتح قيام الليل يكبر عشرا ويحمد عشرا ويسبح عشرا ويستغفر عشرا ويقول " اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني " ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة.
كلا إن كتاب الفجار لفي سجين (7) وما أدراك ما سجين (8) كتاب مرقوم (9) ويل يومئذ للمكذبين (10) الذين يكذبون بيوم الدين (11) وما يكذب به إلا كل معتد أثيم (12) إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين (13) كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون (14) كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون (15) ثم إنهم لصالوا الجحيم (16) ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون (17) يقول تعالى حقا " إن كتاب الفجار لفي سجين " أي أن مصيرهم ومأواهم لفي سجين فعيل من السجن وهو الضيق كما يقال فسيق وشريب وخمير وسكير ونحو ذلك ولهذا عظم أمره فقال تعالى " وما أدراك ما سجين " أي هو أمر عظيم وسجن مقيم وعذاب أليم ثم قد قال قائلون: هي تحت الأرض السابعة وقد تقدم في حديث البراء بن عازب في حديثه الطويل: يقول الله عز وجل في روح الكفار اكتبوا كتابه في سجين. وسجين هي تحت الأرض السابعة وقيل صخرة تحت السابعة خضراء وقيل بئر في جهنم وقد روى ابن جرير في ذلك حديثا غريبا منكرا لا يصح فقال: حدثنا إسحاق بن وهب الواسطي حدثنا مسعود بن موسى بن مسكان الواسطي حدثنا نصر بن خزيمة الواسطي عن شعيب بن صفوان عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الفلق جب في جهنم مغطى وأما سجين فمفتوح " والصحيح أن سجينا مأخوذا من السجن وهو الضيق فإن المخلوقات كل ما تسافل منها ضاق وكل ما تعالى منها اتسع فإن الأفلاك السبعة كل واحد منها أوسع وأعلى من الذي دونه وكذلك