فيروز الديلمي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن سليمان عليه الصلاة والسلام لما بنى بيت المقدس سأل ربه عز وجل خلالا ثلاثا " وذكره وقد روي من حديث رافع بن عمير رضي الله عنه بإسناد وسياق غريبين فقال الطبراني حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني حدثنا محمد بن أيوب بن سويد حدثني أبي حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي الزاهرية عن رافع بن عمير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " قال الله عز وجل لداود عليه الصلاة والسلام ابن لي بيتا في الأرض فبنى داود بيتا لنفسه قبل البيت الذي أمر به فأوحى الله إليه: يا داود نصبت بيتك قبل بيتي قال: يا رب هكذا قضيت من ملك استأثر ثم أخذ في بناء المسجد فلما تم السور سقط ثلاث فشكا ذلك إلى الله عز وجل فقال: يا داود إنك لا تصلح أن تبني لي بيتا قال: ولم يا رب؟
قال: لما جرى على يديك من الدماء قال: يا رب أو ما كان ذلك في هواك ومحبتك؟ قال: بلى ولكنهم عبادي وأنا أرحمهم فشق ذلك عليه فأوحى الله إليه: لا تحزن فإني سأقضي بناءه على يدي ابنك سليمان فلما مات داود أخذ سليمان في بنائه ولما تم قرب القرابين وذبح الذبائح وجمع بني إسرائيل فأوحى الله إليه قد أرى سرورك ببنيان بيتي فسلني أعطك قال أسألك ثلاث خصال حكما يصادف حكمك وملكا لا ينبغي لاحد من بعدي ومن أتي هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما الثنتان فقد أعطيهما وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة " وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الصمد حدثنا عمر بن راشد اليمامي حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه رضي الله عنه قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلا استفتحه " سبحان الله ربي العلي الاعلى الوهاب " وقد قال أبو عبيد حدثنا علي بن ثابت عن جعفر بن برقان عن صالح بن مسمار قال: لما مات نبي الله داود عليه السلام أوحى الله تبارك وتعالى إلى ابنه سليمان عليه الصلاة والسلام أن سلني حاجتك قال: أسألك أن تجعل لي قلبا يخشاك كما كان قلب أبي وأن تجعل قلبي يحبك كما كان قلب أبي فقال الله عز وجل: أرسلت إلى عبدي وسألته حاجته فكانت حاجته أن أجعل قلبه يخشاني وأن أجعل قلبه يحبني لأهبن له ملكا لا ينبغي لاحد من بعده قال الله جلت عظمته: " فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب " - والتي بعدى - قال فأعطاه ما أعطاه وفي الآخرة لا حساب عليه. هكذا أورده أبو القاسم بن عساكر في ترجمة سليمان عليه الصلاة والسلام في تاريخه وروي عن بعض السلف أنه قال: بلغني عن داود عليه الصلاة والسلام أنه قال إلهي كن لسليمان كما كنت لي فأوحى الله عز وجل إليه: أن قل لسليمان أن يكون لي كما كنت لي أكن له كما كنت لك وقوله تبارك وتعالى " فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب " قال الحسن البصري رحمه الله لما عقر سليمان عليه الصلاة والسلام الخيل غضبا لله عز وجل عوضه الله تعالى ما هو خير منها وأسرع الريح التي غدوها شهر ورواحها شهر وقوله جل وعلا " حيث أصاب " أي حيث أراد من البلاد قوله جل جلاله " والشياطين كل بناء وغواص " أي منهم من هو مستعمل في الأبنية الهائلة من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات إلى غير ذلك من الأعمال الشاقة التي لا يقدر عليها البشر وطائفة غواصون في البحار يستخرجون ما فيها من اللآلئ والجواهر والأشياء النفيسة التي لا توجد إلا فيها " وآخرين مقرنين في الأصفاد " أي موثقون في الأغلال والأكبال ممن فد تمرد وعصى وامتنع من العمل وأبى أو قد أساء في صنيعه واعتدى قوله وقوله عز وجل " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " أي هذا الذي أعطيناك من الملك التام والسلطان الكامل كما سألتنا فأعط من شئت وأحرم من شئت لا حساب عليك أي مهما فعلت فهو جائز لك احكم بما شئت فهو صواب وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خير بين أن يكون عبد ا رسولا - وهو الذي يفعل ما يؤمر به وإنما هو قاسم يقسم بين الناس كما أمره الله تعالى به - وبين أن يكون نبيا ملكا يعطي من يشاء ويمنع من يشاء بلا حساب ولا جناح: اختار المنزلة الأولى بعدما استشار جبريل عليه الصلاة والسلام فقال له تواضع فاختار المنزلة الأولى لأنها أرفع قدرا عند الله عز وجل وأعلى منزلة في المعاد وإن كانت المنزلة الثانية وهي