وشراب (51) * وعندهم قاصرات الطرف أتراب (52) هذا ما توعدون ليوم الحساب (53) إن هذا لرزقنا ماله من نفاد (54) يخبر تعالى عن عباده المؤمنين السعداء أن لهم في الدار الآخرة لحسن مآب وهو المرجع والمنقلب ثم فسره بقوله تعالى " جنات عدن " أي جنات إقامة مفتحة لهم الأبواب والألف واللام ههنا الإضافة كأنه يقول مفتحة لهم أبوابها أي إذا جاءوها فتحت لهم أبوابها قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن ثواب الهباري حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله بن مسلم يعني ابن هرمز عن ابن سابط عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن في الجنة قصرا يقال له عدن حوله البروج والمروج له خمسة آلاف باب عند كل باب خمسة آلاف حبرة لا يدخله - أو لا يسكنه - إلا نبي أو صديق أو شهيد أو أمام عدل " وقد رود في ذكر أبواب الجنة الثمانية أحاديث كثيرة من وجوه عديدة. قوله عز وجل " متكئين فيها " قيل متربعين على سرر تحت الحجال " يدعون فيها بفاكهة كثيرة " أي مهما طلبوا وجدوا وأحضر كما أرادوا " وشراب " أي من أي أنواعه شاءوا أتتهم به الخدام " بأكواب وأباريق وكأس من معين " " وعندهم قاصرات الطرف " أي عن غير أزواجهن فلا يلتفتن إلى غير بعولتهن " أتراب " أي متساويات في السن والعمر هذا معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وسعيد بن جبير ومحمد بن كعب والسدي " هذا ما توعدون ليوم الحساب " أي هذا الذي ذكرنا من صفة الجنة هي التي وعدها لعباده المتقين التي يصيرون إليها بعد نشوزهم وقيامهم من قبورهم وسلامتهم من النار ثم أخبر تبارك وتعالى عن الجنة أنه فراغ لها ولا زوال ولا انقضاء ولا انتهاء فقال تعالى " إن هذا لرزقنا ماله من نفاد " كقوله عز وجل " ما عندكم ينفد وما عند الله باق " وكقوله جل وعلا " عطاء غير مجذوذ " وكقوله تعالى " لهم أجر غير ممنون " أي غير مقطوع وكقوله عز وجل " أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار " والآيات في هذا كثيرة جدا.
هذا وإن للطاغين لشر مآب (55) جهنم يصلونها فبئس المهاد (56) هذا فليذوقوه حميم وغساق (57) وآخر من شكله أزواج (58) هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار (59) قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار (60) قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار (61) وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار (62) اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الابصار (63) إن ذلك لحق تخاصم أهل النار (64) لما ذكر تبارك وتعالى مآل السعداء ثنى بذكر حال الأشقياء ومرجعهم ومآبهم في دار معادهم وحسابهم فقال عز وجل " هذا وإن للطاغين " وهم الخارجون عن طاعة الله عز وجل المخالفون لرسل الله صلى الله عليه وسلم " لشر مآب " أي لسوء منقلب ومرجع ثم فسره بقوله جل وعلا " جهنم يصلونها " أي يدخلونها فتغمرهم من جميع جوانبهم " فبئس المهاد * هذا فليذوقوه حميم وغساق " أم الحميم فهو الحار الذي قد انتهى حره وأما الغساق فهو ضده وهو البارد الذي لا يستطاع من شدة برده المؤلم ولهذا قال عز وجل " وآخر من شكله أزواج " أي وأشياء من هذا القبيل: الشئ وضده يعاقبون بها. قال الإمام أحمد حدثنا حسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي