عباس وهو ينزع من زمزم وقد ابتلت أسافل ثيابه فقلت له قد تكلم في القدر فقال أو قد فعلوها؟ قلت نعم قال فوالله ما نزلت هذه الآية إلا فيهم " ذوقوا مس سقر * إنا كل شئ خلقناه بقدر " أولئك شرار هذه الأمة فلا تعودوا مرضاهم ولا تصلوا على موتاهم إن رأيت أحدا منهم فقأت عينيه بأصبعي هاتين. وقد رواه الإمام أحمد من وجه آخر وفيه مرفوع فقال حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي عن بعض إخوته عن محمد بن عبيد المكي عن عبد الله بن عباس قال قيل له إن رجلا قدم علينا يكذب بالقدر فقال دلوني عليه وهو أعمى قالوا وما تصنع به يا أبا عباس؟ قال والذي نفسي بيده لئن استمكنت منه لأعضن أنفه حتى أقطعه ولئن وقعت رقبته في يدي لأدقنها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " كأني بنساء بني فهر يطفن بالخزرج تصطفق ألياتهن مشركات هذا أول شرك هذه الأمة والذي نفسي بيده لينتهين بهم سوء رأيهم حتى يخرجوا الله من أن يكون قدر خيرا كما أخرجوه من أن يكون قدر شرا " ثم رواه أحمد عن أبي المغيرة عن الأوزاعي عن العلاء بن الحجاج عن محمد بن عبيد فذكر مثله لم يخرجوه. وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد عن أبي أيوب حدثني أبو صخر عن نافع قال: كان لابن عمر صديق من أهل الشام يكاتبه فكتب إليه عبد الله بن عمر إنه بلغني أنك تكلمت في شئ من القدر فإياك أن تكتب إلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر " ورواه أبو داود عن أحمد بن حنبل به. وقال أحمد حدثنا أنس بن عياض حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لكل أمة مجوس ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم " لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه وقال أحمد حدثنا قتيبة حدثنا رشدين عن أبي صخر حميد بن زياد عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " سيكون في هذه الأمة مسخ ألا وذاك في المكذبين بالقدر والزندقية " ورواه الترمذي وابن ماجة من حديث أبي صخر حميد بن زياد به وقال الترمذي حسن صحيح غريب. وقال الإمام أحمد حدثنا إسحاق بن الطباع أخبرني مالك عن زياد بن سعد عن عمرو بن مسلم عن طاوس اليماني قال سمعت ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل شئ بقدر حتى العجز والكيس " ورواه مسلم منفردا به من حديث مالك.
وفي الحديث الصحيح " استعن بالله ولا تعجز فإن أصابك أمر فقل قدر الله وما شاء فعل ولا تقل لو إني فعلت لكان كذا فإن لو تفتح عمل الشيطان ". وفي حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له " واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشئ لم يكتبه الله لك لم ينفعوك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يكتبه الله عليك لم يضروك جفت الأقلام وطويت الصحف ". وقال الإمام أحمد حدثنا الحسن بن سوار حدثنا الليث عن معاوية عن أيوب بن زياد حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة حدثني أبي قال دخلت على عبادة وهو مريض أتخايل فيه الموت فقلت يا أبتاه أوصني واجتهد لي فقال أجلسوني فلما أجلسوه قال يا بني إنك لما تطعم الايمان ولم تبلغ حق حقيقة العلم بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره قلت يا أبتاه وكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره؟ قال تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن أول ما خلق الله القلم ثم قال له اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة " يا بني إن مت ولست على ذلك دخلت النار. ورواه الترمذي عن يحيى بن موسى البلخي عن أبي داود الطيالسي عن عبد الواحد بن سليم عن عطاء بن أبي رباح عن الوليد بن عبادة عن أبيه به وقال حسن صحيح غريب. وقال سفيان الثوري عن منصور عن ربعي بن خراش عن رجل عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحد حتى يؤمن بأربع:
يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله بعثني بالحق ويؤمن بالبعث بعد الموت ويؤمن بالقدر خيره وشره ". وكذا رواه الترمذي من حديث النضر بن شميل عن شعبة عن منصور به ورواه من حديث أبي داود الطيالسي عن شعبة عن منصور عن ربعي عن علي فذكره وقال هذا عندي أصح وكذا رواه ابن ماجة من حديث شريك عن منصور عن