* (قالت يا أيها الملا أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون * قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والامر إليك فانظري ماذا تأمرين) *.
يقول تعالى ذكره: قالت ملكة سبأ لاشراف قومها: يا أيها الملا أفتوني في أمري تقول: أشيروا علي في أمري الذي قد حضرني من أمر صاحب هذا الكتاب الذي ألقي إلي، فجعلت المشورة فتيا.
وقوله: ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون تقول: ما كنت قاضية أمرا في ذلك حتى تشهدون، فأشاوركم فيه. كما:
20500 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: دعت قومها تشاورهم أيها الملا أفتوني في أمري، ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون يقول في الكلام: ما كنت لأقطع أمرا دونك ولا كنت لأقضي أمرا، فلذلك قالت: ما كنت قاطعة أمرا بمعنى: قاضية.
وقوله: قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد يقول تعالى ذكره: قال الملا من قوم ملكة سبأ، إذ شاورتهم في أمرها وأمر سليمان: نحن ذوو القوة على القتال، والبأس الشديد في الحرب، والامر أيتها الملكة إليك في القتال وفي تركه، فانظري من الرأي ما ترين، فمرينا نأتمر لأمرك. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20501 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد عرضوا لها القتال، يقاتلون لها، والامر إليك بعد هذا، فانظري ماذا تأمرين.
20502 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، قال: كان مع ملكة سبأ اثنا عشر ألف قيول، مع كل قيول مئة ألف.
20503 - حدثنا عمرو بن علي، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كان مع بلقيس مئة ألف قيل، مع كل قيل مئة ألف.