قيل: معنى ذلك: وأنت الآن من الكافرين لنعمتي عليك، وتربيتي إياك. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ئ ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين) *.
يقول تعالى ذكره: قال موسى لفرعون: فعلت تلك الفعلة التي فعلت، أي قتلت تلك النفس التي قتلت إذن وأنا من الضالين. يقول: وأنا من الجاهلين قبل أن يأتيني من الله وحي بتحريم قتله علي. والعرب تضع من الضلال موضع الجهل، والجهل موضع الضلال، فتقول: قد جهل فلان الطريق وضل الطريق، بمعنى واحد. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20204 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وأنا من الضالين قال: من الجاهلين.
* - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. قال ابن جريج: وفي قراءة ابن مسعود: وأنا من الجاهلين.
20205 - قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو سفيان، عن معمر، عن قتادة وأنا من الضالين قال: من الجاهلين.
20206 - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال:
سمعت الضحاك يقول في قوله وأنت من الكافرين فقال موسى: لم أكفر، ولكن فعلتها وأنا من الضالين. وفي حرف ابن مسعود: فعلتها إذا وأنا من الجاهلين.
20207 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: قال فعلتها إذا وأنا من الضالين قبل أن يأتيني من الله شئ كان قتلى إياه ضلالة خطأ. قال:
والضلالة ههنا الخطأ، لم يقل ضلاله فيما بينه وبين الله.
20208 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قال فعلتها إذا وأنا من الضالين يقول: وأنا من الجاهلين.
وقوله ففررت منكم لما خفتكم... الآية، يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل