20347 - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال:
سمعت الضحاك يقول في قوله الروح الأمين قال: جبريل.] وقوله على قلبك يقول: نزل به الروح الأمين فتلاه عليك يا محمد، حتى وعيته بقلبك. وقوله: لتكون من المنذرين يقول: لتكون من رسل الله الذين كانوا ينذرون من أرسلوا إليه من قومهم، فتنذر بهذا التنزيل قومك المكذبين بآيات الله. وقوله: بلسان عربي مبين يقول: لتنذر قومك بلسان عربي مبين، يبين لمن سمعه أنه عربي، وبلسان العرب نزل، والباء من قول بلسان من صلة قوله: نزل، وإنما ذكر تعالى ذكره أنه نزل هذا القرآن بلسان عربي مبين في هذا الموضع، إعلاما منه مشركي قريش أنه أنزله كذلك، لئلا يقولوا إنه نزل بغير لساننا، فنحن إنما نعرض عنه ولا نسمعه، لأنا لا نفهمه، وإنما هذا تقريع لهم، وذلك أنه تعالى ذكره قال: ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين ثم قال: لم يعرضوا عنه لأنهم لا يفهمون معانيه، بل يفهمونها، لأنه تنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين بلسانهم العربي، ولكنهم أعرضوا عنه تكذيبا به واستكبارا فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون كما أتى هذه الأمم التي قصصنا نبأها في هذه السورة حين كذبت رسلها أنباء ما كانوا به يكذبون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وإنه لفي زبر الأولين * أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل * ولو نزلناه على بعض الأعجمين * فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين * كذلك سلكناه في قلوب المجرمين * لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم) *.
يقول تعالى ذكره: وإن هذا القرآن لفي زبر الأولين: يعني في كتب الأولين، وخرج مخرج العموم ومعناه الخصوص، وإنما هو: وإن هذا القرآن لفي بعض زبر الأولين يعني: أن ذكره وخبره في بعض ما نزل من الكتب على بعض رسله. وقوله: أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل يقول تعالى ذكره: أو لم يكن لهؤلاء المعرضين عما يأتيك يا محمد من ذكر ربك، دلالة على أنك رسول رب العالمين، أن يعلم حقيقة ذلك