يقول تعالى ذكره: فكذبت عاد رسول ربهم هودا، والهاء في قوله فكذبوه من ذكر هود. فأهلكناهم يقول: فأهلكنا عادا بتكذيبهم رسولنا، إن في ذلك لآية يقول تعالى ذكره: إن في إهلاكنا عادا بتكذيبها رسولها، لعبرة وموعظة لقومك يا محمد، المكذبيك فيما أتيتهم به من عند ربك. وما كان أكثرهم مؤمنين يقول: وما كان أكثر من أهلكنا بالذين يؤمنون في سابق علم الله. وإن ربك لهو العزيز في انتقامه من أعدائه، الرحيم بالمؤمنين به. القول في تأويل قوله تعالى:
* (كذبت ثمود المرسلين * إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون * وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين) *.
يقول تعالى ذكره: كذبت ثمود رسل الله، إذ دعاهم صالح أخوهم إلى الله، فقال لهم: ألا تتقون عقاب الله يا قوم على معصيتكم إياه، وخلافكم أمره، بطاعتكم أمر المفسدين في أرض الله، إني لكم رسول من الله أرسلني إليكم بتحذيركم عقوبته على خلافكم أمره أمين على رسالته التي أرسلها معي إليكم فاتقوا الله أيها القوم، واحذروا عقابه وأطيعون في تحذيري إياكم، وأمر ربكم باتباع طاعته وما أسألكم عليه من أجر يقول: وما أسألكم على نصحي إياكم، وإنذاركم من جزاء ولا ثواب إن أجري إلا على رب العالمين يقول: إن جزائي وثوابي إلا على رب جميع ما في السماوات، وما في الأرض، وما بينهما من خلق. القول في تأويل قوله تعالى:
* (أتتركون في ما هاهنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم * وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين * فاتقوا الله وأطيعون) *.
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل صالح لقومه من ثمود: أيترككم يا قوم ربكم في هذه الدنيا آمنين، لا تخافون شيئا في جنات وعيون يقول: في بساتين وعيون ماء وزروع ونخل طلعها هضيم يعني بالطلع: الكفرى.