ودعا آصف فانخرق بالعرش مكانه الذي هو فيه، ثم نبع بين يدي سليمان فلما رآه سليمان مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني... الآية.
20554 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: نبع عرشها من تحت الأرض.
وقوله: قال هذا من فضل ربي ليبلوني يقول: هذا البصر والتمكن والملك والسلطان الذي أنا فيه حتى حمل إلي عرش هذه في قدر ارتداد الطرف من مأرب إلى الشام، من فضل ربي الذي أفضله علي وعطائه الذي جاد به علي، ليبلوني، يقول:
ليختبرني ويمتحنني، أأشكر ذلك من فعله علي، أم أكفر نعمته علي بترك الشكر له؟
وقد قيل: إن معناه: أأشكر على عرش هذه المرأة إذ أتيت به، أم أكفر إذ رأيت من هو دوني في الدنيا أعلم مني؟ ذكر من قال ذلك:
20555 - حدثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء الخراساني، عن ابن عباس، في قوله: فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر على السرير إذ أتيت به أم أكفر إذ رأيت من هو دوني في الدنيا أعلم مني؟.] وقوله: ومن شكر فإنما يشكر لنفسه يقول: ومن شكر نعمة الله عليه، وفضله عليه، فإنما يشكر طلب نفع نفسه، لأنه ليس بنفع بذلك غير نفسه، لأنه لا حاجة لله إلى أحد من خلقه، وإنما دعاهم إلى شكره تعريضا منه لهم للنفع، لا لاجتلاب منه بشكرهم إياه نفعا إلى نفسه، ولا دفع ضر عنها. ومن كفر فإن ربي غني كريم يقول: ومن كفر نعمه وإحسانه إليه، وفضله عليه، لنفسه ظلم، وحظها بخس، والله غني عن شكره، لا حاجة به إليه، لا يضره كفر من كفر به من خلقه، كريم، ومن كرمه إفضاله على من يكفر نعمه، ويجعلها وصلة يتوصل بها إلى معاصيه. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قال نكروا لها عرشها ننظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون) *.
يقول تعالى ذكره: قال سليمان لما أتى عرش بلقيس صاحبة سبأ، وقدمت هي عليه، لجنده: غيروا لهذه المرأة سريرها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: