* (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا) *.
يقول تعالى ذكره: وقال الذين كفروا بالله لولا نزل عليه القرآن يقول: هلا نزل على محمد (ص) القرآن جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى جملة واحدة؟، قال الله: كذلك لنثبت به فؤادك تنزيله عليك الآية بعد الآية، والشئ بعد الشئ، لنثبت به فؤادك نزلناه. ذكر من قال ذلك:
19999 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا قال: كان الله ينزل عليه الآية، فإذا علمها نبي الله نزلت آية أخرى، ليعلمه الكتاب عن ظهر قلب، ويثبت به فؤاده.
20000 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قوله: وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى، قال: كذلك لنثبت به فؤادك قال: كان القرآن ينزل عليه جوابا لقولهم: ليعلم محمد أن الله يجيب القوم بما يقولون بالحق، ويعني بقوله: لنثبت به فؤادك لنصحح به عزيمة قلبك ويقين نفسك، ونشجعك به.
وقوله ورتلناه ترتيلا يقول: وشيئا بعد شئ علمناكه حتى تحفظنه. والترتيل في القراءة: الترسل والتثبت.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20001 - حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم، في قوله: ورتلناه ترتيلا قال: نزل متفرقا.
20002 - حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الحسن، في قوله: ورتلناه ترتيلا قال: كان ينزل آية وآيتين وآيات جوابا لهم إذا سألوا عن شئ أنزله الله جوابا لهم، وردا عن النبي فيما يتكلمون به. وكان بين أوله وآخره نحو من عشرين سنة:
20003 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج،