والصواب من القول في ذلك عندي أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان في قراءة الأمصار، لكل واحدة منهما وجه مفهوم، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
وقوله: وقمرا منيرا يعني بالمنير: المضئ. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا) *.
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: جعل الليل والنهار خلفة فقال بعضهم:
معناه: أن الله جعل كل واحد منهما خلفا من الآخر، في أن ما فات أحدهما من عمل يعمل فيه لله، أدرك قضاؤه في الآخر. ذكر من قال ذلك:
20078 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب القمي، عن حفص بن حميد، عن شمر بن عطية، عن شقيق قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: فاتتني الصلاة الليلة، فقال: أدرك ما فاتك من ليلتك في نهارك، فإن الله جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر، أو أراد شكورا.
20079 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة يقول: من فاته شئ من الليل أن يعمله أدركه بالنهار، أو من النهار أدركه بالليل.
20080 - حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الحسن، في قوله جعل الليل والنهار خلفة قال: جعل أحدهما خلفا للآخر، إن فات رجلا من النهار شئ أدركه من الليل، وإن فاته من الليل أدركه من النهار.
وقال آخرون: بل معناه أنه جعل كل واحد منهما مخالفا صاحبه، فجعل هذا أسود وهذا أبيض. ذكر من قال ذلك:
20081 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله الليل والنهار خلفة قال: أسود وأبيض.
* - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.