العلم، عن وهب بن منبه فمكث غير بعيد ثم جاء الهدهد، فقال له سليمان: ما خلفك عن نوبتك؟ قال: أحطت بما لم تحط به.
وقوله: وجئتك من سبأ بنبأ يقين يقول: وجئتك من سبأ بخبر يقين. وهو ما:
20482 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه وجئتك من سبأ بنبأ يقين: أي أدركت ملكا لم يبلغه ملكك.
واختلفت القراء في قراءة قوله: من سبأ فقرأ ذلك عامة قراء المدينة والكوفة من سبأ بالاجراء. المعني أنه رجل اسمه سبأ. وقرأه بعض قراء أهل مكة والبصرة من سبأ بترك الاجراء، على أنه اسم قبيلة أو لامرأة.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان، وقد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القراء، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب فالاجراء في سبأ، وغير الاجراء صواب، لان سبأ إن كان رجلا كما جاء به الأثر، فإنه إذا أريد به اسم الرجل أجري، وإن أريد به اسم القبيلة لم يجر، كما قال الشاعر في إجرائه:
الواردون وتيم في ذرا سبأ * قد عض أعناقهم جلد الجواميس يروى: ذرا، وذرى، وقد حدثت عن الفراء عن الرؤاسي أنه سأل أبا عمرو بن العلاء كيف لم يجر سبأ؟ قال: لست أدري ما هو فكأن أبا عمرو ترك إجراءه، إذ لم يدر ما هو، كما تفعل العرب بالأسماء المجهولة التي لا تعرفها من ترك الاجراء. حكي عن بعضهم:
هذا أبو معرور قد جاء، فترك إجراءه إذ لم يعرفه في أسمائهم. وإن كان سبأ جبلا، أجري لأنه يراد به الجبل بعينه، وإن لم يجر فلانه يجعل اسما للجبل وما حوله من البقعة. القول في تأويل قوله تعالى:
* (إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون) *.
يقول تعالى مخبرا عن قيل الهدهد لسليمان مخبرا بعذره في مغيبه عنه: إني وجدت