20324 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج بل أنتم قوم عادون قال: قوم معتدون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قالوا لئن لم تنته يلوط لتكونن من المخرجين * قال إني لعملكم من القالين) *.
يقول تعالى ذكره: قال قوم لوط: لئن لم تنته يا لوط عن نهينا عن إتيان الذكران لتكونن من المخرجين من بين أظهرنا وبلدنا قال إني لعملكم من القالين يقول لهم لوط: إني لعملكم الذي تعملونه من إتيان الذكران في أدبارهم من القالين، يعني من المبغضين، المنكرين فعله. القول في تأويل قوله تعالى:
* (رب نجني وأهلي مما يعملون * فنجيناه وأهله أجمعين * إلا عجوزا في الغابرين) *.
يقول تعالى ذكره فاستغاث لوط حين توعده قومه بالاخراج من بلدهم إن هو لم ينته عن نهيهم عن ركوب الفاحشة، فقال رب نجني وأهلي من عقوبتك إياهم على ما يعملون من إتيان الذكران فنجيناه وأهله من عوقبتنا التي عاقبنا بها قوم لوط أجمعين إلا عجوزا في الغابرين يعني في الباقين، لطول مرور السنين عليها، فصارت هرمة، فإنها أهلكت من بين أهل لوط، لأنها كانت تدل قومها على الأضياف. وقد قيل: إنما قيل من الغابرين لأنها لم تهلك مع قومها في قريتهم، وأنها إنما أصابها الحجر بعد ما خرجت عن قريتهم مع لوط وابنتيه، فكانت من الغابرين بعد قومها، ثم أهلكها الله بما أمطر على بقايا قوم لوط من الحجارة، وقد بينا ذلك فيما مضى بشواهده المغنية عن إعادتها. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ثم دمرنا الآخرين * وأمطرنا عليهم مطرا فسآء مطر المنذرين * إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم) *.