وقوله: وجنود إبليس أجمعون يقول: وكبكب فيها مع الأنداد والغاوين جنود إبليس أجمعون. وجنود. كل من كان من أتباعه، من ذريته كان أو من ذرية آدم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قالوا وهم فيها يختصمون * تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين) *.
يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء الغاوون والأنداد التي كانوا يعبدونها من دون الله وجنود إبليس، وهم في الجحيم يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين يقول: تالله لقد كنا في ذهاب عن الحق، إن كنا لفي ضلال مبين، يبين ذهابنا ذلك عنه عن نفسه، لمن تأمله وتدبره، أنه ضلال وباطل. وقوله: إذ نسويكم برب العالمين يقول الغاوون للذين يعبدونهم من دون الله: تالله إن كنا لفي ذهاب عن الحق حين نعد لكم برب العالمين فنعبدكم من دونه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20269 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله إذ نسويكم برب العالمين قال: لتلك الآلهة. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وما أضلنا إلا المجرمون * فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين) *.
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هؤلاء الغاوين في الجحيم: وما أضلنا إلا المجرمون يعني بالمجرمين إبليس، وابن آدم الذي سن القتل. كما:
20270 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة، قوله وما أضلنا إلا المجرمون قال: إبليس وابن آدم القاتل.
وقوله فما لنا من شافعين يقول: فليس لنا شافع فيشفع لنا عند الله من الأباعد، فيعفو عنا، وينجينا من عقابه ولا صديق حميم من الأقارب.
واختلف أهل التأويل في الذين عنوا بالشافعين، وبالصديق الحميم، فقال بعضهم:
عني بالشافعين: الملائكة، وبالصديق الحميم: النسيب. ذكر من قال ذلك: