إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين * فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين) *.
يقول تعالى ذكره: واتقوا أيها القوم عقاب ربكم الذي خلقكم، وخلق الجبلة الأولين يعني بالجبلة: الخلق الأولين. وفي الجبلة للعرب لغتان: كسر الجيم والباء وتشديد اللام، وضم الجيم والباء وتشديد اللام فإذا نزعت الهاء من آخرها كان الضم في الجيم والباء أكثر كما قال جل ثناؤه: ولقد أضل منكم جبلا كثيرا وربما سكنوا الباء من الجبل، كما قال أبو ذؤيب:
منايا يقربن الحتوف لأهلها * جهارا ويستمتعن بالانس الجبل وبنحو ما قلنا في معنى الجبلة قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20328 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: قوله واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين يقول: خلق الأولين.
20329 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
والجبلة الأولين قال: الخليقة.
20330 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله والجبلة الأولين قال: الخلق الأولين، الجبلة: الخلق.
وقوله: قالوا إنما أنت من المسحرين يقول: قالوا: إنما أنت يا شعيب معلل تعلل بالطعام والشراب، كما نعلل بهما، ولست ملكا وما أنت إلا بشر مثلنا تأكل وتشرب وإن نظنك لمن الكاذبين. يقول: وما نحسبك فيما تخبرنا وتدعونا إليه، إلا ممن يكذب