أن الرجل من المشركين كان يعبد الحجر، فإذا رأى أحسن منه رمى به، وأخذ الآخر يعبده، فكان معبوده وإلهه ما يتخيره لنفسه فلذلك قال جل ثناؤه أرأيت من اتخذ إلهه هواه، أفأنت تكون عليه وكيلا يقول تعالى ذكره: أفأنت تكون يا محمد على هذا حفيظا في أفعاله مع عظيم جهله؟ أم تحسب يا محمد أن أكثر هؤلاء المشركين يسمعون ما يتلى عليهم، فيعون أو يعقلون ما يعاينون من حجج الله، فيفهمون؟ إن هم إلا كالانعام يقول: ما هم إلا كالبهائم التي لا تعقل ما يقال لها، ولا تفقه، بل هم من البهائم أضل سبيلا لان البهائم تهتدي لمراعيها، وتنقاد لأربابها، وهؤلاء الكفرة لا يطيعون ربهم، ولا يشكرون نعمة من أنعم عليهم، بل يكفرونها، ويعصون من خلقهم وبرأهم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ئ ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا) *.
يقول تعالى ذكره: ألم تر يا محمد كيف مد ربك الظل، وهو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20029 - حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: ألم تر إلى ربك كيف مد الظل يقول: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
* - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ألم تر إلى ربك كيف مد الظل قال: مده ما بين صلاة الصبح إلى طلوع الشمس.
20030 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، في قوله ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا قال: الظل: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
20031 - حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: ثنا أبو محصن، عن حصين، عن أبي مالك، قال ألم تر إلى ربك كيف مد الظل قال: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.