المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، فهي في الواقع نوع من التطبيق والتشبيه، وتأكيد لهذا المعنى، وهو عند ظهور المهدي (عج) تصبح الدنيا نموذجا حيا من مشاهد القيامة، إذ يملأ هذا الإمام بالحق ونائب الرسول الأكرم وخليفة الله الأرض بالعدل إلى الحد الذي ترتضيه الحياة الدنيا.
ونقل (المفضل بن عمر) عن الإمام الصادق (عليه السلام) " إذا قام قائمنا أشرقت الأرض بنور ربها واستغنى العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة " (1).
العبارة الثانية في هذه الآية تتحدث عن صحائف الأعمال، إذ تقول:
ووضع الكتاب.
الصحائف التي تتضمن جميع صغائر وكبائر أعمال الإنسان، وكما يقول القرآن المجيد في الآية (49) من سورة الكهف لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
وتضيف العبارات التي تتحدث عن الشهود وجئ بالنبيين والشهداء.
فالأنبياء يحضرون ليسألوا عن أدائهم لمهام الرسالة، كما ورد في الآية (6) من سورة الأعراف ولنسألن المرسلين.
كما يحضر شهداء الأعمال في محكمة العدل الإلهية ليدلوا بشهاداتهم، صحيح أن البارئ عز وجل مطلع على كل الأمور، ولكن للتأكيد على مقام العدالة يدعو شهداء الأعمال للحضور في تلك المحكمة.
ذكر المفسرون آراء عديدة بشأن أولئك الشهداء على الأعمال، حيث قال البعض: إنهم الصالحون والطاهرون والعادلون في الأمة، الذين يشهدون على أداء الأنبياء لرسالتهم، وعلى أعمال الناس الذين كانوا يعاصرونهم، و (الأئمة