وهو أحسن من إلحاق علامة التأنيث الفعل، من أجل الجمع، وذلك أنهم حملوا الكلام في هذا الباب على المعنى، فقالوا: ما قام إلا هند، ولم يقولوا: ما قامت، لما كان المعنى ما قام أحد. ولا يجئ التأنيث فيه إلا في شذوذ وضرورة، فمن ذلك قول الشاعر:
برى النخز والإجراز ما في عروضها، * فما بقيت إلا الصدور الجراشع (1) وقول ذي الرمة:
كأنها جمل، وهم، وما بقيت * إلا النحيزة، والألواح، والعصب (2) قال ابن جني: قوله (مسكنهم): إن شئت جعلته مصدرا، وقدرت حذف المضاف أي: لا ترى إلا آثار مسكنهم، كما قال ذو الرمة:
تقول عجوز: مدرجي متروحا * على بابها من عند أهلي، وغاديا (3) فالمدرج هنا: مصدر. ألا تراه قد نصب الحال. وإن شئت قلت: مسكنهم واحد كفى من جماعة.
اللغة: الأحقاف جمع حقف، وهو الرمل المستطيل العظيم، لا يبلغ أن يكون جبلا. قال المبرد: الحقف هو الرمل الكثير المكتنز غير العظيم، وفيه اعوجاج. قال العجاج: " بات على أرطاة حقف أحقفا ". والعارض: السحاب يأخذ في عرض السماء، قال الأعشى:
يا من رأى عارضا قد بت أرمقه، * كأنما البرق في حافاته (4) شعل